العزيز...
يمكن تطوير هذه العجالة والافكار السريعة التي لم اعد لتدقيقها ، مع الاعتذار سلفا لضيق الوقت
بداية ان موضوع علاقة الخارج بمعنى الضغوط الامريكية والاوروبية بعملية الاصلاح الساسي في العالم العربي باتت تحتل اهمية خاصة مع جملة من التطورات السياسية والاقتصادية التي حصلت في العقد الماضي ابرزها :
- الثورة العلمية والتقنية ، وبخاصة في ميدان الاتصالات الامر الذي قرب المسافات وحول العالم الى قرية صغيرة ، وكشف البلدان ، انظمة ومجتمعات ، ولعل انتشار الانترنيت والفضائيات ساهم بصورة جذرية في هز اساسات الاعلام العربي ومنظومات التفكير والقيم السياسية والثقافية ،
- تغيرات في البيئة الدولية واختفاء منظومة الكتلة الاشتراكية والاتحاد السوفييتي ، هذه المنظومة شكلت على الدوام هامشا واسعا للمناورة لبعض الانظمة العربية وسندا جعلها توازن بين الضعوط الداخلية والخارجية ، وابالتالي تمكنت من الهروب من استحقاقات الاصلاح والتغيير
- غزو الكويت وانهيار اخر القلاع الفكرية التي تنتمي الى منظومة قومية تؤمن بالتوحيد القسري وما نتج عنها من اخراج للعراق من دائرة الاوهام القومية او الايديولوجيا الشمولية التي تقوم على اختزال الانسان والفرد لصالح الفكرة الكبرى
- عجز النظام العربي عن انجاز التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة بل على العكس من ذلك زادت معدلات البطالة والفقر كما زادت المديونية الخالرجية وانتعش الاقتصاد الطفيلي ، افتصاد المضاربات والوكالات الاجنبية ، الامر الذي تضاعفت معه حالات الفساد الاداري والمالي ، خاصة مع الاستجابة لبرامج صندوق النقد والبنك الدولي للتخلص من القطاع العام ، المر الذي خلق فئة من المستفيدين من كبار موظفي الدولة ولصوص القطاع الخاص
- عجز النظام العربي عن حل القضية الفلسطينية ومواجهة التهديدات الخارجية
- احداث الحادي عشر من ايلول وتحول الارهاب الى ظاهرة دولية لا وطن لها
ان هذه العوامل وغيرها كشفت عورات النظام العربي ووضعت موضوع الاصلاح على قائمة الاجندات الوطنية ، ولعل صدمة ان غالبية الذين شاركوا في عملية الحادي عشر من ايلول هم من العرب ، والخطاب الراديكالي التكفيري الذي رافقه ،فتح الباب لدفع استحقاق الاصلاح والتغيير بقوة ، واضيف هنا الى ان تقرير التنمية البشرية الذي كان لي شرف المساهمة المتواضعة فيه قد وضع الاصبع على نواح قصور خطيرة في كافة المستويات التعليميةةوالثقافية والاقنصادية والاجتماعية
لن اطيل ، لكن اقول ان موضوعة الاصلاح والتغيير في العالم العربي هي حاجة موضوعية حقيقية ، وغير مرتبطة بالضغوط الغربية على المنطقة والتي تدفع بهذا الاتجاه ، واذا كان من خلاف داخل اوساط النخب السياسية والفكرية فليس على ضرورة الاصلاح بل على الياته وربما مرجعياته ، ولا ابالغ اذا قلت ان احتلال الامريكي للعراق وافغانستان ، قد اثقل كاهل الداعين الى التغيير في المنطقة العربية لا بل وعقد مهمتهم ، ان الواجب الاكاديمي والثقافي يحتم البحث في اليات الخروج مما الحقته السياسة الامريكية من تشويش وعلامات استفهام حول الاصلاح ، خاصة وان كل اركان الادارة الامريكية الذين يدعون اليه هم ذاتهم الذين عجزوا عن تامين الاستقرار والامن للعراق ، فالنموذج العراقي المتشظي بين كل ما هو دون السياسي والاجتماعي بمعنى المذهبي والعشائري والطائفي والقومي هو الطافي على السطح ، وهو نموذج مرعب وغير جاذب كما أعد له
في هذه الندوة ومعنا اساتذه مرموقين من الولايات المتحدة واروبا نسعى معهم الى اسنشراف معالم المستقبل ، لان مصالحنا تتقاطع وتتشابك كثيرا ، فالركود والفساد واستمرار النظام التسلطي العربي وانغلاق افق تداول السلطة سلما ، ينعكس بالضرورة على اوروبا والعالم ، اضراره لا تتوقف عند الارهاب والهجرة الشرعية وغير الشرعية ، وانما حالة من التقابل والتناحر والصراع الحضاري ، او اختلاق حالة من العداء واعادة انتاج اعداء وهميين ، يجري الاستقطاب والتجنيد على اساسها لن تستفيد منها سوى قوى التطرف الديني والقومي في الجانبين
وحتى لا تبدو الصورة محبطة ومتشائمة وجتى اشجع الزملاء والاساتذة الافاضل على الخوض الفعلي والجدي في هذا الموضوع اقول سريعا ان امامنا فرصة تاريخية نحن معشر الاكاديميين للانشغال في ورشة عمل جدية من اجل التغيير والاصلاح خاصة وان كل التعبيرات السياسية والفكرية العربية ، قد طلقت مرة والى الابد انشاء الله ايديولوجيا التغيير بواسطة الانقلاب او بالقوة وان الجميع بما في ذلك التيارات الاسلامية الرئيسية والوسطية باتت تؤمن بصندوق الاقتراع والحوار الديمقراطي كوسيلة للتغيير والاصلاح وهو ما يسهل مهمتنا واشغالنا
بداية ان موضوع علاقة الخارج بمعنى الضغوط الامريكية والاوروبية بعملية الاصلاح الساسي في العالم العربي باتت تحتل اهمية خاصة مع جملة من التطورات السياسية والاقتصادية التي حصلت في العقد الماضي ابرزها :
- الثورة العلمية والتقنية ، وبخاصة في ميدان الاتصالات الامر الذي قرب المسافات وحول العالم الى قرية صغيرة ، وكشف البلدان ، انظمة ومجتمعات ، ولعل انتشار الانترنيت والفضائيات ساهم بصورة جذرية في هز اساسات الاعلام العربي ومنظومات التفكير والقيم السياسية والثقافية ،
- تغيرات في البيئة الدولية واختفاء منظومة الكتلة الاشتراكية والاتحاد السوفييتي ، هذه المنظومة شكلت على الدوام هامشا واسعا للمناورة لبعض الانظمة العربية وسندا جعلها توازن بين الضعوط الداخلية والخارجية ، وابالتالي تمكنت من الهروب من استحقاقات الاصلاح والتغيير
- غزو الكويت وانهيار اخر القلاع الفكرية التي تنتمي الى منظومة قومية تؤمن بالتوحيد القسري وما نتج عنها من اخراج للعراق من دائرة الاوهام القومية او الايديولوجيا الشمولية التي تقوم على اختزال الانسان والفرد لصالح الفكرة الكبرى
- عجز النظام العربي عن انجاز التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة بل على العكس من ذلك زادت معدلات البطالة والفقر كما زادت المديونية الخالرجية وانتعش الاقتصاد الطفيلي ، افتصاد المضاربات والوكالات الاجنبية ، الامر الذي تضاعفت معه حالات الفساد الاداري والمالي ، خاصة مع الاستجابة لبرامج صندوق النقد والبنك الدولي للتخلص من القطاع العام ، المر الذي خلق فئة من المستفيدين من كبار موظفي الدولة ولصوص القطاع الخاص
- عجز النظام العربي عن حل القضية الفلسطينية ومواجهة التهديدات الخارجية
- احداث الحادي عشر من ايلول وتحول الارهاب الى ظاهرة دولية لا وطن لها
ان هذه العوامل وغيرها كشفت عورات النظام العربي ووضعت موضوع الاصلاح على قائمة الاجندات الوطنية ، ولعل صدمة ان غالبية الذين شاركوا في عملية الحادي عشر من ايلول هم من العرب ، والخطاب الراديكالي التكفيري الذي رافقه ،فتح الباب لدفع استحقاق الاصلاح والتغيير بقوة ، واضيف هنا الى ان تقرير التنمية البشرية الذي كان لي شرف المساهمة المتواضعة فيه قد وضع الاصبع على نواح قصور خطيرة في كافة المستويات التعليميةةوالثقافية والاقنصادية والاجتماعية
لن اطيل ، لكن اقول ان موضوعة الاصلاح والتغيير في العالم العربي هي حاجة موضوعية حقيقية ، وغير مرتبطة بالضغوط الغربية على المنطقة والتي تدفع بهذا الاتجاه ، واذا كان من خلاف داخل اوساط النخب السياسية والفكرية فليس على ضرورة الاصلاح بل على الياته وربما مرجعياته ، ولا ابالغ اذا قلت ان احتلال الامريكي للعراق وافغانستان ، قد اثقل كاهل الداعين الى التغيير في المنطقة العربية لا بل وعقد مهمتهم ، ان الواجب الاكاديمي والثقافي يحتم البحث في اليات الخروج مما الحقته السياسة الامريكية من تشويش وعلامات استفهام حول الاصلاح ، خاصة وان كل اركان الادارة الامريكية الذين يدعون اليه هم ذاتهم الذين عجزوا عن تامين الاستقرار والامن للعراق ، فالنموذج العراقي المتشظي بين كل ما هو دون السياسي والاجتماعي بمعنى المذهبي والعشائري والطائفي والقومي هو الطافي على السطح ، وهو نموذج مرعب وغير جاذب كما أعد له
في هذه الندوة ومعنا اساتذه مرموقين من الولايات المتحدة واروبا نسعى معهم الى اسنشراف معالم المستقبل ، لان مصالحنا تتقاطع وتتشابك كثيرا ، فالركود والفساد واستمرار النظام التسلطي العربي وانغلاق افق تداول السلطة سلما ، ينعكس بالضرورة على اوروبا والعالم ، اضراره لا تتوقف عند الارهاب والهجرة الشرعية وغير الشرعية ، وانما حالة من التقابل والتناحر والصراع الحضاري ، او اختلاق حالة من العداء واعادة انتاج اعداء وهميين ، يجري الاستقطاب والتجنيد على اساسها لن تستفيد منها سوى قوى التطرف الديني والقومي في الجانبين
وحتى لا تبدو الصورة محبطة ومتشائمة وجتى اشجع الزملاء والاساتذة الافاضل على الخوض الفعلي والجدي في هذا الموضوع اقول سريعا ان امامنا فرصة تاريخية نحن معشر الاكاديميين للانشغال في ورشة عمل جدية من اجل التغيير والاصلاح خاصة وان كل التعبيرات السياسية والفكرية العربية ، قد طلقت مرة والى الابد انشاء الله ايديولوجيا التغيير بواسطة الانقلاب او بالقوة وان الجميع بما في ذلك التيارات الاسلامية الرئيسية والوسطية باتت تؤمن بصندوق الاقتراع والحوار الديمقراطي كوسيلة للتغيير والاصلاح وهو ما يسهل مهمتنا واشغالنا